مرة أخرى، يعيد كارهو السلام والتعايش الوطني ما اقترفوه ضدّ المكوّن المسيحي المسالم والأصيل في النسيج العراقي، الذي ما يزال ينظر إليه البعض بعيون حولاء متجاهلين أو متناسين أصالته وأهميته في تلطيف الأجواء الوطنية وزرع غرسات السلام حيث العداوات والروح الوطنية الصادقة حيث النزعة الطائفية.
إن أحداث الأحد 12 و الاثنين 13 تموز 2009، إن دلّت على شيء فإنّما تشير إلى قصور واضح في أداء الأجهزة الأمنية العراقية وعدم جدّية الحكومة العراقية في مواجهة المقصّرين وفاعلي الإثم من خلال تسجيل مثل هذه الاعتداءات ضدّ مجهول أو تركها بدون ملاحقة واضحة للمتسببين بها. فلم نسمع لحدّ اليوم ما اتخذته الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية دور العبادة والمسيحيين بالذات، من إجراءات رادعة أو متابعات للملفات القديمة التي طالت جميع الأقليات بخاصة والشعب العراقي عامة. فهذه الاعتداءات، كما غيرها من الجرائم المقترفة بحق الأقليات الأخرى، تُطوى وتوضع على الرفوف.
إن منظمة الأقليات العراقية، إذ تدين بشدّة هذه الموجة الجديدة التي طالت عدة كنائس في بغداد والموصل، لا يسعها إلاّ أن تطالب الحكومة العراقية بالاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المكوّنات قليلة العدد أي الأقليات التي تتخذها بعض القوى الكبيرة المتناحرة وقوداً محترقاً من أجل تصفية حساباتها مع بعضها في مناطق تواجدها، وذلك طمعاً في مناطقها وأصواتها. ونحن لا نرضى أن تُستغلّ طيبة قلب أي مكوّن من أجل تنمية مصالح مشبوهة لصالح كتل سياسية طامعة، لا همَّ لها سوى تحقيق مكاسب عرقية وفئوية ضيقة. إننا نؤكد مرةً أخرى أن الأقليات جميعاً هي مع المشروع الوطني ومع كلّ ما يجمع ولا يفرّق ويؤازر ولا يختلف ويحب عراقاً موحداً ولا يرضى بتقسيمه.
إننا إذ ندين كلّ ما يطال الأقليات العراقية من أذى و من غبن واضح في غمط حقوقها ومن تلاعب في مقدّراتها على هوى الكتل السياسية المتنفذة الكبيرة، فإننا نحمّل الحكومة العراقية هذه المسؤولية مطالبين بالكشف عن الفعلة جهاراً وليس بمعالجة الموقف خلف الكواليس كما اعتادت.
عاش العراق موحداً وعاش أهلُه أسرةً جامعةً في جو من الألفة والمحبة وحب الوطن وفي الإيمان بقدرته على مواجهة كل الصعاب وعلى دحر العدوان وكل الطامعين فيه.
مجلس الأقليات العراقية
مكتب العلاقات والإعلام
بغداد، في 15 تموز 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق